قرية «سانتا كلوز» في القطب الشمالي تدفع ثمن الاحترار العالمي
قرية «سانتا كلوز» في القطب الشمالي تدفع ثمن الاحترار العالمي
في قلب القطب الشمالي، حيث تقع قرية سانتا كلوز الشهيرة في منطقة لابلاند الفنلندية، يتعايش السحر الموسمي مع واقع مؤلم لتغير المناخ، فقد اعتاد السياحُ زيارةَ قريةِ روفانيمي، الموطن الحقيقي لـ"سانتا كلوز"، للاستمتاع بالثلوج التي تُكسو المنطقة كل عام مع اقتراب أعياد الميلاد، ولكن مع الاحترار المناخي، بات الثلج نادرًا، وحل محله المطر والحرارة المرتفعة.
تأثيرات الاحترار على البيئة والسياحة
شهدت منطقة لابلاند الفنلندية أشهرًا دافئة بشكل غير مسبوق، حيث سجلت مدينة أوتسيوكي في نوفمبر حرارة بلغت 11.1 درجة مئوية، ما يُعد أعلى مستوى تاريخي للمنطقة، وأدى ذلك إلى تغيير طبيعة الشتاء القطبي، حيث تسبب ذوبان الجليد المتكرر في صعوبات لحيوانات الرنة بالحصول على مصدرها الرئيسي للغذاء بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
رغم ذلك، لم تتراجع أعداد السياح الذين يزورون المنطقة، فقد سجلت روفانيمي أكثر من مليون ليلة مبيت في العام الماضي، مع استمرار الطلب على الأنشطة الشتوية كركوب عربات الثلوج وزيارة متنزه "سانتا بارك".
رسائل من حول العالم
في مكتب بريد سانتا المزدحم، يستمر استقبال الرسائل من جميع أنحاء العالم، تقول هايدي موستونن، "قزم البريد"، إن الشهر الأخير من العام يشهد وصول ما يقارب 30 ألف رسالة يوميًا، وبينما يغلب على الرسائل طلب الهدايا، فإن هذا العام شهد تركيزًا أكبر على أمنيات السلام، خاصة من الشباب في آسيا الذين يطلبون القوة لتحقيق النجاح.
سحر يقاوم التغيرات
على الرغم من السماء الرمادية وغياب الثلوج، فإن أجواء عيد الميلاد لا تزال حاضرة في قلوب الزوار، فبالنسبة لكثيرين، كما تعبر إحدى الزائرات، "الوضع أشبه بأفلام عيد الميلاد، والجو ساحر".
بينما يسعى سكان القرية إلى التكيف مع تحديات المناخ، تبقى الأمنية الكبرى أن يعود الثلج ليغطي الطبيعة القطبية قريبًا، لتستعيد المنطقة رونقها الفريد في موسم الأعياد.
وسبق أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر الغليان العالمي".